أهداف الثورة المصرية لم تتحقق بعد

ذكرت الكاتبة والروائية المصرية أهداف سويف أنه يمكن القول إن الثورة المصرية في حالة ركود. وقالت في مقال نشرته صحيفة غارديان إننا نستطيع القول إن الثورة ليست حدثا ولكنها عملية مستمرة، وهذه العملية تحتاج دفعا، موضحة أن ميدان التحرير بالقاهرة وساحة الأربعين بالسويس وساحة القائد إبراهيم بالإسكندرية وباقي الشوارع بمصر تشهد إعادة تجمع، بالإضافة إلى إجراءات تصعيدية أخرى.
"
المحتجون غادروا الشوارع مبكرا بعد انتصارهم، مع أنه كان يجب البقاء بعد إسقاط مبارك وتسلم الجيش مقاليد الأمور، للضغط من أجل تشكيل حكومة بيد الثورة
"

وأكدت سويف أن المحتجين غادروا الشوارع مبكرا بعد انتصارهم، مع أنه كان يجب البقاء بعد إسقاط الرئيس محمد حسني مبارك وتسلم الجيش مقاليد الأمور، للضغط من أجل تشكيل حكومة بيد الثورة. وقالت "لم تكن لنا قيادة تتكلم باسمنا مع الجيش، ولم تكن لنا حكومة مستعدة لتولي السلطة، لكن هذا أجمل ما في ثورتنا، فقد كانت بلا قيادة، وكانت حقيقية وسلمية".

وأضافت أن المطاف انتهى بالثوار مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة كرئيس بالوكالة. وقالت إنه لا مشكلة في هذا الأمر، إلا أنه جرّد حكومة تصريف الأعمال من كل قوة. والتقت مصالح الثورة مع مصالح أعلى المستويات في الجيش في نقطة واحدة وهي إزالة إمكانية وصول جمال مبارك إلى السلطة، وحققت الثورة ذلك. وانتهى جمال مبارك في سجن طرة بانتظار محاكمته بتهمة التربح، جنبا إلى جنب مع شقيقه وبعض أفراد مجموعته التي كانت تتمتع بقوة برلمانية.

وقالت سويف إن الجيش وعد بحماية الشعب وتنفيذ أهداف الثورة. ولكن الحقيقة هي أنه بوجود جمال مبارك خارج الصورة فقد كانت مصالح القيادات العليا في الجيش مع استمرار النظام القديم مع بعض التغييرات الشكلية، فهي أولا حاولت بصعوبة الإبقاء على مجلس الوزراء الذي عينه حسني مبارك برئاسة اللواء أحمد شفيق. وعندما رفض الشعب ذلك قبل الجيش رئيس الوزراء عصام شرف، ولكن بعد تجريده حتى من القدرة على تغيير الموظفين في مكتبه.

وأوضحت الكاتبة أن هدف الثورة المتمثل في "كرامة الإنسان" الذي يتطلب تفكيك وإعادة بناء وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لم يتحقق، والوزارة التي أذلت المواطنين طويلا ترفض حتى الآن أداء مهام الشرطة العادية. فالضباط يتصادمون مع المواطنين والمتظاهرين، ويقولون "لم يعجبكم عملنا، الآن ابحثوا بأنفسكم على سياراتكم المسروقة" وجهاز أمن الدولة المكروه، والذي كان من المفترض أن يتم حله بعدما اقتحم المتظاهرون مكاتبه وصادروا ملفاته عاد للظهور مرة أخرى باسم "جهاز الأمن الوطني".

كما أن قوات الأمن المركزي غير الدستورية أعادت الانتشار في الشوارع. ونصف مليون جندي من بلطجية القوات شبه العسكرية التي تأخذ رواتبها من وزارة الداخلية والذين هاجموا المتظاهرين على ظهور الجمال في الثاني من فبراير/ شباط ما زالوا هناك يعيثون فسادا، وهناك شكوك في أنهم يتلقون رواتبهم من "فلول" النظام القديم وليس مباشرة من الشرطة. كما أن الوضع الأمني ​​لا يشجع على السياحة، وهذا ما يعرقل الانتعاش الاقتصادي.
"
الجيش لم يحاسب رجال الأمن الذين قتلوا ألف شهيد وجرحوا المئات، لكنه حاكم عشرة آلاف شاب مدني في محاكم عسكرية وقضى بسجنهم بمدد تتراوح بين سنة وخمس سنوات
"

كما تحدثت سويف عن تعامل الجيش مع الثورة، حيث يوجد نحو ألف شهيد، ومئات الجرحى ونحو ألف مفقود أيضا وربما قتلوا. ولم يوجد أي مذنب بارتكاب هذه الجرائم من ضباط الشرطة والقوات شبه العسكرية أو البلطجية والقناصة. ولكن الجيش أسرع بمحاكمة نحو عشرة آلاف شاب بالسجن سنة إلى خمس سنوات في محاكم عسكرية.

وقالت كذلك "الآن نحن ندعو المجلس لتقاسم السلطة مع حكومة مدنية وليس حكومة تصريف أعمال، ولكن حكومة ثورية تبدأ عملية تنفيذ الأهداف الاجتماعية العظيمة للثورة، والتي ستشرف على تقدمنا حتى تحقيق انتخابات حرة نزيهة في الخريف".

وختمت سويف مقالها قائلة "آلاف الأسر دفعت ثمنا باهظا للوصول إلى هذا الوضع، ولإعطاء تضحياتهم معنى يجب أن نواصل تقدمنا لدفع هذه الثورة قدما"

موضوع مهم جدا
وربنا يسهل وبعدين يعنى هى الناس دى مش وارها شغل ووراها اطفال وامهات وسايبينهم لازم يراعو مصالحهم
وشكرا على الموضوع